تستطيع أن تدير مديرك ومرؤوسيك في نفس الوقت
سؤال بسيط .. هل أنت .. تدير أم تدار
نقصد ..هل أنت تدير نفسك أم أن الآخرين هم الذين يديرونك
وكثيرا ما نجد في علوم الإدارة مواضيع تتكلم عن تطوير الذات … واطلاق القدرات … ولكن هيهات .. هيهات
عليك أولا أن تقرأ عن قاعدة شاحنة النفايات
حيث يقول الكاتب … ركبت التاكسي ذات يوم متجهاً للمطار. بينما كان السائق ملتزما بمساره الصحيح، قفزت سيارة من موقف السيارات بشكل مفاجئ أمامنا. كبس السائق بقوة على الفرامل، لتنزلق السيارة وتتوقف قبل إنشات قليلة من الاصطدام. أدار سائق السيارة الأخرى رأسه نحونا وانطلق بالصراخ تجاهنا، لكن سائق التاكسي ابتسم ولوح له بود.
استغربت فعله جداً وسألته: لماذا فعلت ذلك؟ هذا الرجل كاد يرسلنا للمستشفى برعونته.
هنا لقنني السائق درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: قاعدة شاحنة النفايات
قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء محملة بأكوام النفايات، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل، وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في مكان ما، في بعض الأحيان يحدث أن يفرغوها عليك. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقد تصادف أنك كنت تمر لحظة إفراغها، فقط ابتسم، لوح لهم، وتمن أن يصبحوا بخير، ثم انطلق في طريقك. احذر أن تأخذ نفاياتهم تلك وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، البيت أو في الطريق.
في النهاية، الأشخاص الناجحون لا يدعون شاحنات النفايات تستهلك يومهم، فالحياة أقصر من أن نضيعها في الشعور بالأسف على أفعال ارتكبناها في لحظة غضب، لذلك، اشكر من يعاملونك بلطف، وادعو لمن يسيئون إليك، وتذكر دائماً: حياتك محكومة 10% بما تفعله، و 90% بكيفية تقبلك لما يجري حولك.
وليس المطلوب أن تتقبل ما حولك .. وتبلع وتكبت وتصبر وتسكت .. بل كيف تفهم ما حولك .. من أجل أن تقلبه إلى إيجابيه
مثلا .. قد يحدث أمامك حادث مرور شنيع .. فتتأثر منه .. وتختلف درجة التأثر بين الأشخاص .. لدرجة أن البعض قد يتأثر بشده مع أنه لا يد ولا دخل له فيه
والبعض الآخر .. يمضي في سبيله .. ولا يهتم بما حدث .. وكأن الأمر لا يعينه
وأما في علوم الإدارة الحديثة والمتطورة .. فيجب أن تكون بين هذا وذاك .. فلابد أن تقف مع ما يحدث وقفه .. ليس لكي تتأثر فقط .. بل لتتعلم ثم تتابع .. والأهم هو أن تقوم بتطبيق ما تعلمت من ذلك الموقف
وهكذا يكون تعاملك من مديرك ومع مرؤوسيك .. تنظر .. وتنتظر .. ولا تتصرف مباشرة .. بل تحلل الموقف .. وتتعرف على العواقب .. ثم تزن الأمور ثم تتصرف
بهذا فقط تستطيع أن تدير مديرك ومرؤوسيك في نفس الوقت
اترك تعليقًا