مشروع الصدقة الإلكترونية 1 :
المشاريع الخيرية الاجتماعية منافسة أم تكامل
إن المتأمل للتطور الكبير في مجال التقنية الذي بدأت آثاره تحيط بنا في جميع نواحي حياتنا كأشخاص أو مجتمعات أو حتى على المستوى الدولي والعالمي، فأصبحنا لابد وأن نتفاعل ونتأثر مع أي حدث يحدث في أي بقعة من بقع العالم.
وأصبح مستوى وجودة الخدمات والمشاريع التي نقدمها تظهر وتبرز سلبا وإيجابا حتى على المستوى الدولي والعالمي، فبدأت الدول تتسابق على كافة الأصعدة والمجالات لتنال مركز الريادة والصدارة في مختلف النواحي والتوجهات.
وفي المقابل ظهرت لنا وانكشفت المشاكل والاحتياجات والمصاعب التي يعاني منها العالم الذي يبحث وأحيانا يتخبط وهو يحاول أن يوجد الحلول لها، بل وقد تنشأ خلافات وحروب بين الدول في سبيل ذلك، مع أن الحل يجب أن يأتي على شكل تكاملي وتنسيقي بحيث يستفيد منه الجميع.
وهنا يأتي دور الإسلامي بأنظمته وشرائعه الربانية التي تحمل الحلول لجميع أنواع تلك المشاكل وتقدم العلاج الشافي لها، ولكن بعض الدول ترفض إعطاء الإسلام الفرصة، وبدأت تنتهج مبدأ الإقصاء، وتنشر وتلصق بالإسلام الأكاذيب وساعدها في ذلك تصرفات بعض المسلمين أما بالتشدد والتطرف أو بالتشرذم والتفريط، فأصبحت تلك الدول تجاهر وتقول أما أن تكون معي أو تكون ضدي.
ولكن الإسلام يأتي ويقول أن الحجة التي بيني وبينكم أن الحلول والعلاج التي لدي هي عبارة عن حلول تكاملية تصلح لكل زمان ومكان بغض النظر عن اختلاف البشر وتقفز فوق حواجر الجنس واللغة والمعتقد، تأتي لتوجد التقارب بين المجتمعات والشعوب وتسعى للتأليف بينها والتآزر وكسر جميع الحواجز، والإسلام حين جاء لم يأتي جديدا بل إستكمالا لما جاء من زمن آدم عليه السلام مرورا بجميع الرسل والأنبياء حتى عهد نبي الرحمة محمدا صلى الله عليه وسلم، وفتح الإسلام لجميع البشر والشعوب والأعراق لتساهم في بناء الحضاء الإنسانية وعمارة الأرض، ولم ينازع أحد في سلطانه ولا في أملاكه بل كان يوفر لهم الحماية ويهيء لهم النظام الإقتصادي المتكامل الذي يحمهيم من الأزمات والمخاطر.
وجاء الإسلام ليبني لا ليهدم وليعطي لا ليأخذ، ونجده أن النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم الأمثلة الفعلية لا القولية على صدق ذلك حين يأتيه الرجل ويسأله غنما للمسلمين كثيرة العدد كاتن ترعي بين جبلين، فأعطاها إياه، فأتى قومه بعد أن استيقن أن محمدا لا يطمع في شيء من الدنليا ولا يريد أن يأخذ منهم ولا ينازعهم فقال : أي قوم ! أسلموا . فوالله ! أن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر. فقال أنس : إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.
والمجتمعات البشرية تماما مثل الإنسان تمرض وتضعف وتحتاج، وحين يقدم لها العلاج المناسب فإنها لا تنسى ذلك، بل سيشكل ذلك بناء حجر في جدار التواصل مع تلك الشعوب، ومن تلك الحلول تبرز الأعمال والمشاريع الخيرية الاجتماعية التي تحمل وتحتوي على الكثير من الأدوية والأمصال التي لا تعالج أمراض العالم بل وتحتوي على اللقاحات التي تعطيها المناعة بإذن الله.
وقد يقول قائل أن بعض الدول قد سبقتنا في مجال تنظيم وتطوير العمل التطوعي والخيري الاجتماعي وتجنيد الآلاف له، ولكننا نقول أن تلك الدول لم تقم بذلك ولم تقدم تلك التسهيلات مجانا بل كانت تقدمها كغطاء لأهدافها التوسعية والإستعمارية، كما أن البعض منها يتم كحلول للتهرب من الضرائب.
وأما الإسلام فقد قدم الضمان والكفالة والحماية والرعاية الربانية، التي تبدأ وتسبق العمل الخيري الاجتماعي من لحظة وجود النية في القلب لدى المتبرع، ثم تتبع ذلك في أن الله عز وجل يستلم الصدقة من المتبرع مباشرة بيمينه وتنتقل لتكون تحت حفظه وحمايته ورعايته وزيادة البركة فيها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يقبل الصدقة ، ويأخذها بيمينه ، فيربيها لأحدكم ، كما يربي أحدكم مهره ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد) وتصديق ذلك في كتاب الله – عز وجل – : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } و { يمحق الله الربا ويربي الصدقات }.
ولكن قبل أن نعرض ما لدينا، يجب أن يكون لدينا أصلا بضاعة ملموسة وحلول عملية وتطبيقية، ويجب أن يتكامل ما لدينا من جهود وأعمال ومشاريع، ومن هنا جاء السؤال ( هل المشاريع الخيرية الاجتماعية منافسة أم تكامل بين الأفراد والجهات الخيرية الاجتماعية والجهات الحكومية )
وللحديث بقية بتيسير وبركة الرحمن عز وجل، نسأله برحمته الإخلاص في النية والقول والعمل
تم وضع تجربة مشروع الصدقة الإلكترونية على رابط خاص بالمشروع http://www.esadaqa.org
وهناك نشيد خاص بالمشروع http://www.youtube.com/watch?v=q0juTKkRWuo
اترك تعليقًا