Posted by: Fayez ALFarhan ALanazi | 2010/12/27

التدريب على تطوير مهارة حل المشاكل – إعادة برمجة نفسك وعمل فورمات

التدريب على تطوير مهارة حل المشاكل – إعادة برمجة نفسك وعمل فورمات 

إضافة الصور

 

كيف نجعل التعقيد مفتاح لليسر والسهولة 

 

لكل شخص نمط وتكتيك خاص : 

الموضوع الأساسي لهذه التدونية هم التدريب على تطوير مهارة حل المشاكل من خلال استخدام تقنية إعادة برمجة نفسك وعمل فورمات لها … حيث أن لكل شخص منا طريقته في حل ومواجهة المواقف والمشاكل وفي التعامل معها.

لذلك سنجتهد معكم في الإلتزام على الإختصار وعدم التفرع.. لأن هذا سيناقض الموضوع الاساسي لهذه التدوينة.

  

فكما قلنا أن لكل شخص منا نمطه وتكتيكه الخاص به ، تماما التوقيع وخط اليد ، ونقوم من خلال هذا النمط والتكتيك بالتعامل مع أي مشكلة تواجهنا

وهذا شيء جيد ، لأننا ذلك يجعل مهمة تطوير مهارة حل المشاكل أسهل ، ولكن علينا أولا أن ننجح في معرفة نوع النمط والتكتيك الذي نستخدمه ، حينها فقط سنتمكن من تغييره وتطويره

  

ماذا يحدث حين نفكر :

يجب أن نعرف أولا ماذا يحدث حين نفكر  ، فحين نفكر لإيجاد أي حل لأي موقف أو مشكلة ، فإن نمط التفكير لدينا متعود على استحضار كل الأمور ذات العلاقة ، وكل أمر ذا علاقة يستحضر معه أمر أو أمور ذات علاقة لها علاقة بذات العلاقة

 

فهي قاعدة عامة، أن أي فكرة تطرأ على مخ الإنسان تجذب معها وتستحضر معها الأمور التي ارتبطت معها من أحداث ومؤثرات ، وهكذا تتفرع وتتشابك المواضيع

لذلك يصعب جدا على أغلب الناس التفكير والتركيز في موضوع دون أن يفكر ويستحضر المواضيع ذات الصلة به دون أن يتعمد ذلك، لأن العقل قد تعود على ذلك، ويقوم بذلك بشكل غريزي وآلي.

  

ما المطلوب :  

المطلوب منا أن نقوم بتدريب أنفسنا وعقولنا وتعوديها على استحضار فقط لب المسألة والنقاط المهمة ، وطرد أو إطفاء الضوء عن أي نقاط ذات صلة ، وهذا ( فن ومهارة )

ولا نستطيع أن نكتسب ذلك إلا بواسطة التدريب ثم التدريب حتى نتقنه ونتعود عليه حتى يصير عادة وطبع متأصل فينا

 

الإختبارات : 

من الأمثلة التوضيحية عندما يطلب من الشخص الخضوع لأحد الإختبارات ، مع أنه موقف أو حدث واحد ، ولكن تختلف أنماط ردود الأفعال والتكتيك المستخدم لدى حضور أي اختبار من شخص لآخر،

فهيا نجلس مع أنفسنا ونفكر للحظة ، ونسأل أنفسنا كيف نتصرف حين يتم إبلاغنا بأننا سنخضع لاختبار ، ونتأمل في ردود الأفعال لدينا

فهناك من ينظر إلى الاختبار على أنه ( تحدي ، أو فرصة لإثبات القدراته ، أو فرصة للتغير ، أو نوع من المغامرة ) بينما آخرون قد ينظرون على أنه ( شيء مفروض عليهم ، شيء سيكشف نقاط ضعفهم ، أو أنهم متأكدون من أنهم سيتعرضون إلى التعسف والظلم والجور ، أو أنه من ضغوط ومتاعب ومصاعب الحياة التي لا فائدة منها….. ألخ ) 

 

سبب الإختلاف :

ولو تأملنا لوجدنا أن السبب الرئيسي في كل ردود الأفعال مهما اختلفت ، ومهام كانت سلبية أو إيجابية

فإن ذلك يرجع إلى ( نوعية الأفكار أو الذكريات التي يقوم العقل بإستدعائها أو استحضارها ) ثم يتفاعل معها العقل ثم تتأثر بها المشاعر ،

ويبدأ الجسم بتعقيد العملية حين يبدأ يتفاعل معها حتى أنه قد يقوم بإفراز بعض المواد والتفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى تسارع نبضات القلب أو ضيق وسرعة التنفس أو التعرق … ألخ

وذلك نتيجة تأثر الأحاسيس والمشاعر بتلك الأفكار أو الذكريات ، فتصبح العملية أكثر تعقيد لدخول تأثير العناصر والتركيبات الكيمائية

 

متى بدأ ذلك :

لابد أن نعرف أن ذلك قد بدأ معنا ، وزرع فيها منذ مرحلة الطفولة ، ثم تطور سلبا أو إيجابا بحسب الأحداث أو المواقف التي تعرضنا لها،

لذلك إذا أردنا أن ننجح في إعادة برمجة أنفسنا

فعلينا أن نعود بأنفسنا إلى مرحلة الطفولة ، والمقصود بذلك هو العودة إلى بداية تكون تلك الأفكار لدينا ، ونتعامل معها كما يتعامل الطفل مع أي موقف أو حدث جديد حين يقابله لأول مرة

حيث تكون تتم طريقة التفكير بشكل بسيط وفطري

ثم نبدأ ونستعرض الذكريات أو المواقف والمحطات التي مرت بنا وأثرت بنا حتى أخذنا هذا المنحنى الجديد ، وكيف تطوير ذلك ، حتى تأصل فينا وأصبح عادة

 

 

عودة لموضوع مهارة حل المشاكل :

وكذلك الأمر بالنسبة لموضوعنا الأساسي والذي هو مهارة حل المشاكل ، فحين نعود إلى مرحلة الطفولة والفطرة ،

فنجد أن الطفل إذا عرض له عارض ( مثلا إذا أعطيته لعبة يراها لأول مرة ) فأنه ينظر إلى هذها اللعبة ويركز فيها وينسى ما كل ما حوله ، وإذا كان بيده لعبة أخرى فإنه سيرميها ، ويبدأ يتعامل مع اللعبة الجديدة.

ولكن ماذا سيحدث لو أعطيته هذه اللعبة وهو أكبر سنا ، وكان معه لعبة أخرى

سنجد بإنه سيقوم ويقارن بين تلك اللعبة وما بيده، ثم يقرر ، وقد يرمي اللعبة القديمة أو يرفض … ألخ ،

وهذا نتيجة أن تفكيره في هذا السن قد بدأ في الدخول في مرحلة الإستحضار وإستدعاء الأحداث والامور ذات العلاقة ، ثم المقارنة بينها

للوصول إلى أنسب القرارات بحسب رأيه (الرأي أو الخبرة التي أكتسبها وزرعت فيه من خلال الناس الذين من حوله ، ومن خلال الخبرات التي تعرض لها )

 

فائدة مرحلة الإستحضار والإستدعاء

إذا مسألة الإستحضار والإستدعاء للأمور ذات الصلة هي من أجل المساعدة في اتخاذ القرار ، ولكننا بكل أسف لا نحسن إستخدامها ،

فيؤدي ذلك إلى

–      تراكم وتداخل الأحداث حتى تضيع لدينا الأولويات ، فنعتبر بعض الأشياء أكثر أولوية ( لأنها هكذا ظهرت لنا ) بينما هي على العكس 

–      ترهل أو تعطل مهارة المقارنة ، حتى نصل إلى مرحلة التوهان والضياع ، فنرى أن بعض الأشياء والتصرفات تكون هي الحل الأمثل والأنسب بينما هي العكس 

 

كرم الضيافة :

ومن أفضل الأمثلة على ذلك ، عادة كرم الضيافة ، فإذا جاءك ضيف ذو مكانة ، فنرى أننا سنستنفر الجهود ونبذل كل السبل ، حتى نوليه أكبر الإهتمام ويكون محط الرعاية ، ويأخذ الأولوية القصوى.

مع أننا في المقابل قد يحضر عندنا أحد الأخ والأخت أو القريب ، ولا ينال ولو جزء بسيط من حالة الإستنفار ولا الإستعداد.

مع أن ذلك الضيف سيذهب إلى حال شأنه ، والأخ والأخت والقريب هو الباقي معك ، وهو المستمر معك ، وهو الإستثمار الحقيقي ، وهذا أنسب مثال على ضياع الأولوية.

 

الذهاب لشرب الشاي أو القهوة :

لو جلست مع أي شخص ، لوجدت لديه الكثير من المواهب والهوايات والمهارات التي ممكن ان لا يجعل مكانة ذلك الشخص تكون عالية فقط ، بل وتدر عليه ثروة كبيرة.

ولكن نجد الكثيرين يفضلون الذهاب إلى الإستراحات والمقاهي أو حتى الجلوس في الشوارع تحت أعمدة النور لساعات وساعات ، وتمر عليهم الأيام والأسابيع والشهور والسنين ، وهي يجلسون في نفس المكان ، لأنهم يرون أن هذا هو الحل الأمثل والأنسب لقضاء الوقت الممتع.

وهذا أنسب مثال لترهل أو تعطل مهارة المقارنة ، حتى أصبحنا نخطيء في الحكم على الحل الأمثل.

 

 

الموقف الأول والثاني :

وهكذا كنا نحن من يختار ويحدد في الموقف الأول والثاني.

فكنا نحن نعتقد ونؤمن ونرى أن بعض الأشياء والتصرفات تكون هي الحل الأمثل والأنسب بينما هي العكس ، وهذا كما قلنا بسبب الدخول في مرحلة التوهان والضياع.

وكنا نحن أيضا من يقوم بتقييم بعض الأشياء أو مكانة بعض الأشخاص على أنهم هم الأكثر أولوية ، مع أننا نحن وبكامل إرادتنا من وضعناهم في تلك المكانة مع أن العكس هو الصحيح.

 

ونعود إلى مثال الطفل :

فحين نأخذ من الطفل الذي نجده يلعب في أحد الأغراض التي قد تسبب له ضرر أو أذي أو خطر ، فسنرى أن ذلك الطفل سيلجأ إلى إعلان عن الإمتعاض ويظهر على الغضب ثم يشرع في البكاء.

مع أننا نريد أن نحميه أو نوفر له الرعاية الأنسب ، ولكنه لا يرى ولا يستوعب أثر ذلك.

وكذلك الحال بالنسبة لنا ، فهذا الطفل موجود بداخلي وبداخلك وبداخل كل إنسان.

وحين نحاول تعديل أو إستبدال بعض الطباع أو الأولويات لدينا ، فسنقوم ونتصرف مثل ذلك الطفل إذا لم نكن نعرف ونستوعب أن ذلك سيعود بفائدة أكبر أو قد يحمينا من خطر أو ضرر.

 

الأسد واللبوة :

لو تأملنا في أشرس الحيوانات وأكثرها إفتراسا وفتكا ودموية كالأسد واللبوة ،

لرأيناها وهي تفرغ وتخصص من وقتها من أجل أن تعطيه لأطفالها ، فتجلس وتلعب معهم ، وهم يقفزون ويتنططون فوقها ،  

ثم تفرغ نفسها من أجل تعليمهم مهارات الصيد وفنون إعداد الكمائن ، وكيفية التسلل من عكس الريح حتى لا تثير ولا تلفت إنتباه الطرائد.

فلماذا نعتقد انها فعلت ذلك ،

مع انها مجبولة على القتل والفتك والإفتراس والدم ، إلا أن آلية إتخاذ القرار لديها وتحديد الأولويات تعمل بشكل فعّال ، وتعرف أن عليها دور وأن لها أهمية ، لذلك تقوم بتقسيم وقتها بحسب تلك الأوضاع من اجل ضمان أستمرار انسالها

 

 السلسلة الغذائية و الهرم الغذائي

 يجب أن نلاحظ أن هناك فرق بين طرق مواجهة المشاكل والأحداث وبين طرق التعامل معها .. ونحن هنا نتكلم فقط عن طريقة من طرق التعامل مع المشاكل والمواقف

وأيضا يجب أن نلاحظ أنه من الصعب وضع قانون أو منهج واحد لتطوير هذه مهارة حل المشاكل .. لأن هذا يناقض مبدأ الإبداع وعدم تحجيم الفكر في قوانين أو مناهج محددة.

لذلك لدى كل واحد منكم 1000 طريقة وطريقة

والأمر متروك لك .. حتى تبدع .. وتقوم بتجربة ما ذكرنا لك

ولننظر إلى موضوع المشاكل والمواقف على أنه هو موضوع ووضع تكاملي تماما مثل السلسلة الغذائية و الهرم الغذائي، فبعضها يكمل بعض وبعضها يغذي بعض

وعند حدوث أي خلل .. ستنهار تلك السلسلة الغذائية و ينهدم ذلك الهرم الغذائي

فهي عبارة عن خبرات نتغذى عليها .. حتى نستمد منها الطاقة التي تجعلنا نحسن أخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح

 

والله يحفظكم ويرعاكم

مع تحيات أخوكم / فايز فرحان العنزي Fayez ALanazi

(سياسة المدونة هو الحرص على وقتكم لذلك نسعى لكتابة ما هو شديد الفائدة والأهمية مع الحرص على اختصار المادة لأبعد الحدود .. ولمن أراد المزيد فيمكنه التسجيل والإشتراك في القائمة البريدية الموجودة في يمين الشاشة .. كما يمكن للجميع إرسال الرابط بكل حرية لكافة الزملاء والأصدقاء لمن يرغب في ذلك )


الردود

  1. مقال محفز ومختصر, مفيد لمن يهتم بتطوير ذاته ويتطلع للتحسين.

    إعجاب

    • نشكر لكم مروركم وتعليقكم ونرحب بمشاركاتكم معنا

      إعجاب


اترك رداً على MFS إلغاء الرد

التصنيفات