Posted by: Fayez ALFarhan ALanazi | 2011/02/01
متى تدخل المصرفية الإسلامية عالم الإستثمار الحقيقي
متى تدخل المصرفية الإسلامية عالم الإستثمار الحقيقي
تحدث أشهر مستثمر أميركي في البورصة الأميركية «وارن بافيت» عن تجربته في عالم الاستثمار، ومن بساطة حكمته قد تظنها مخادعة، ولكنك لو دققت لاقتنعت بفاعليتها وبتطبيقها، يقول بافيت: «بحثت عن تجارة أتصور معها ما ستؤول إليه بعد 10 أو 15 عاماً، فلا أعتقد مثلاً أن الإنترنت يمكن أن يغيّر من نظرة الناس للعلكة»…
ولو تأملنا، فسنجد أن شركة كوكاكولا تربح من مشروبها الغازي منذ أكثر من 100 عام، فلابد أن نفكر لإخراج منتجات مماثلة لا نجد أنفسنا معها ضحية لرياح التغيير المتقلبة،
ولا غرابة إن تمسّك بافيت بالاستثمارات، لأنه فكر واستطاع معرفة وجهتها، ليتمكن من تحديد عائدها الاقتصادي على المدى الطويل، فعلى سبيل المثال هل تعتقدون أن الناس سيتوقفون عن الحلاقة؟ أو شراء الحليب؟ أو قيادة سياراتهم؟ أو شرب الكولا أو حتى شراء العلكة .. مهما كان الوضع الاقتصادي العام؟
ميزتي الصبر والجلد من أهم مزايا الاستثماريين :
وهذه لا يتمتع بهما كثير من العرب والمسلمين، لأن الاستثمار يعني امتلاك المشروع .. ثم إعطائه حقه من الوقت وتركه ينمو، أما المضاربة التي يعمل فيها وينتهجها القطاع المصارف وشركات الإستثمار فهي مثل رمي حجر النرد، ومثله الإستثمار في الأسهم في اتجاه قصير المدى، الأول بإمكانه أن يكسبك، بينما الثاني يعتمد على المصادفة ولا يحسب حساب للمفآجأت
وللتوضيح يطرح بافيت سؤاله:
«ما السهم الذي تود شراءه اليوم وتشعر بالارتياح حتى لو أغلقت سوق الأسهم لمدة 10 سنوات مقبلة؟»،
وبامتلاك الجواب جنى بافيت ثروته من مقامرين أفرطوا في بيع مشاريع انخفض معها سعر السهم، ومع ذلك، ومع كل ظهور لتكنولوجيا حديثة، يستعر جنون المضاربة، حدث ذلك مع المذياع والسيارات والطائرات والانترنت، حيث تعكس أسعار الأسهم الإقبال على شرائها، أما بافيت فقد تخطى هذا الاندفاع بترقّب مدهش إلى حين غربلة سعر السهم، فالمستثمر الحكيم في عُرف بافيت من يتغاضى عن الأسهم المرغوب فيها، ويتجنب الهستيريا والمبالغة في ارتفاع أسعارها، فاشترِ أثناء ركود السوق أو عند العزوف عن الشراء، كما حدث عندما اشترى بافيت نصيبه في شركات ديزني وأميركان اكسبرس وكوكاكولا، وللأمانة، وهذه النصيحة بالذات لا تصلح مع ثقافة أسواقنا، فقد تخسر الشركة وترفع من الإدراج وتتبخّر نقودك ولا حولك أحد، وليسأل في ذلك مستثمرونا!
يعتمد بافيت في كل استثمار جديد على دائرة فهمه وكفاءته، فما لا يكون ضمن استيعابه لا يقترب منه، كشركات التكنولوجيا ونفوره منها، ذلك أن فهمه المسبق يؤهله لتقدير المردود الاقتصادي للمشروع، ولتوقع أدائه مستقبلياً،
فإن عجز عن إيجاد نوعية استثماره فكل ما يفعله هو الانتظار،
فماذا عن هامش الخطأ؟ يرى بافيت أن من لا يخطئ لا يكون قادراً على اتخاذ القرارات، فارتكاب الأخطاء جزء من عملية اتخاذ القرار، وكل من يجبُن ويتردد ويماطل لا يكون سوى تابع، فوحده من يقرر يستحق أن يقود، ومع ذلك سيعمل التابعون على استبدال القائد بغيره في حال تكررت أخطاؤه، فالأخطاء لها حدود. فماذا عن الطبع الإنساني والحس الأخلاقي؟
يقول بافيت: «من بين أصحاب البلايين الذين عرفتهم، وجدت أن المال يظهر الخصال الحقيقية، فمن كان نذلاً قبل امتلاك المال، فسيظل نذلاً وفي حوزته بلايين الدولارات».
لذلك لابد أن تخرج المصرفية الإسلامية عن المصرفية التقليدية، فكل الأنظار تتجه إليها، والجميع ينتظر منها، ولكنها متقوقعة، ورضيت بالأرباح التي تجنيها أو لنقول ( تجبيها ) من المنتجات المحدودة التي تقدمها، خصوصا في ظل عدم تدخل الحكومات في حثها وتشجيعها على الدخول في عالم الإستثمار الحقيقي
المراجع :
– مقال حتى «العلكة» لها منطق – ثريا الشهري – الأحد, 23 يناير 2011
مع تحيات أخوكم / فايز فرحان العنزي Fayez ALanazi
(سياسة المدونة هو الحرص على وقتكم لذلك نسعى لكتابة ما هو شديد الفائدة والأهمية مع الحرص على اختصار المادة لأبعد الحدود .. ولمن أراد المزيد فيمكنه التسجيل والإشتراك في القائمة البريدية الموجودة في يمين الشاشة .. كما يمكن للجميع إرسال الرابط بكل حرية لكافة الزملاء والأصدقاء لمن يرغب في ذلك )
أرسلت فى اقتصاد اسلامي مصرفية اسلامية | الأوسمة: B.O.T, CRM, Customer, Customer Relationship Management, Data mining, Data Warehousing, ERP, Management, Relationship, فئات, مناجم البيانات, مخازن, مخزن, مخزن البيانات, مساهمات, مساهمة, مشاريع, مشروع صندوق, هدف, وقف خيري استثماري, إبداع, إدارة, إدارة علاقات العملاء, المصرفية الإسلامية, الوقف الاستثماري, الإيراد, الإيرادات, الاقتصاد الوطني, الامتيازات, التنمية الاجتماعية, التسهيلات, الحصة, الحصص, الدعم الإجتماعي, الصناديق الاستثمارية, العضوية, امتياز, بيانات, تنمية الموارد, تنمية الموارد المالية, تشغيل, حلول, حسابات التوفير, صندوق, علاقات العملاء
اترك تعليقًا