مهندس أكبر عمليات النصب والاحتيال في عصرنا الحالي ، وهشاشة الاقتصاد العالمي
– قصة بدأت بـ 500 دولار وانتهت بثروة تقدر بالمليارات الملايين
– معظم البنوك الكبيرة مثل دويتشه بنك وكريديت سويس كانوا يستعينون بخبرته في عملياتهم الاستثمارية
– لماذا حكم عليه بالسجن 150 سنة
– وما هو موقف البنوك والمؤسسات المالية
في نهاية المطاف سقط الحاجز والساتر عن أكبر عملية نصب مالية في عصرنا الحالي، والتي توضح لنا مدى هشاشة الإقتصاد العالمي وحاجة العالم إلى النظام الإقتصادي الإسلامي.
من هو مادوف
ولد بيرنارد مادوف madoff سنة 1938 من أسرة يهودية تعيش في نيويورك من الطبقة الاجتماعية المتوسطة، وحيث كان والده يملك شركة للمعدات الرياضية متوسطة الدخل، فلم يستهويه نشاط والده، وأخذ بالعمل بنشاط تجاري لتركيب مرشات المياه في المجمعات والمنازل ، كما حرص على إكمال دراسته الجامعية، ثم تزوج من فتاة يهودية كان قد تعرف عليها في الثانوية العامة.
الحلم والطموح
كان لديه حلم وطموح بأن يدخل في نادي (وول ستريت) وشركات النخبة التي تتحكم في الكثير من الأنشطة الاقتصادية، ولكن دخله المحدود مكانته الإجتماعية كانت تقف دون ذلك، وعلى الرغم من ذلك ، فقد قام بتأسيس شركة مالية برأس مال 500 دولار في سنة 1960 بمساعدة من والد زوجته.
بداية الانطلاقة
وقد كان نشاط الشركة التي أساسها التخصص في إدارة السندات ذات الحجم الصغير، ثم تطور العمل معه حيث بدأ بتحقيق أرباح ومكاسب مالية، ثم قام بإدخال التقنية وبدأ بإستخدا الكمبيوتر في عملياته الحسابية بمساعدة من شقيقه بيتر.
وهذا الأمر الذي لم يعج بقية شركات الوساطة التقليدية، وذلك لغياب الشفافية والوضوح في العمليات التي تعقدها شركة مادوف، حتى وصل الأمر إلى طلب عقد جلسة استماع في الكونغرس ضد مادوف بسبب استخدامه للكمبيوتر في إدارة عملياته المحاسبية المالية.
استخدام نظام بونزي
قام مادوف باستخدام نظام بونزي ponzi scheme، نسبة إلى اسم أول شخص قام بممارسة هذا النوع واسمه Charles Ponzi في بداية العشرينات من القرن الماضي، وهو نظام يشبه نظام التسويق الشبكي، حيث يعتمد على توزيع أرباح المستثمرين القدامي من أموال المستثمرين الجدد، وقد قامت هيئة البورصة والأوراق المالية بتجريم هذا النظام، ولكن نجح مادوف بكسب ثقة كبار رجال الأعمال اليهود من أمثال جيفري بيكاور و نورمان ليفي و شابيرو حيث حقق لهم الكثير من المكاسب المالية الخيالية، فقد حقق لبيكاور أكثر من 7 بليون دولار.
ويعتمد ذلك النظام على استمرار التدفقات المالية حتى يضمن لك الاستمرار في توزيع العائد على المستثمرين بالتقادم، ولكن ما كان يحدث فعليا، هو قيامهم بتزوير السجلات المالية والتلاعب بها حين تتوقف التدفقات المالية، حتى يتم البحث عن مصادر تدفقات جديدة، ثم يتم تعديل السجلات المالية وعكسها مرة أخرى.
منهج مادوف
قام مادوف بالعمل على كسب رضي وثقة المستثمرون الأوائل ثم قام باستغلال ذلك لاستقطاب مستثمرون جدد، وأستطاع بذلك من إنشاء شبكة مستثمرين كبيرة داخل أمريكا ثم خارجها بشكل هرمي، يتم فيه تبادل توزيع العوائد من الأعلى للأدنى والعكس.
الهروب إلى الأمام
استمر مادوف على هذا الحال حتى حدث الانهيار الكبير في سوق الأوراق المالية عام 1987، وعلى الرغم من الخسائر وتبخر المكاسب المالية، ولكن معظم كبار المستثمرين رفضوا التخارج مع مادوف بسبب تشابك العمليات التحوط طويلة الأجل والمعقدة التي نسجت خيوطها شركة مادوف بين أسواق أمريكا وأوربا.
فلم يكن من مادوف إلا الهروب إلى الأمام، فقام بالبحث عن عملاء جدد، وقام بإنشاء هرم شبكي جديد، وسعى للاستفادة من انهيار الكثير من الشركات المالية والتي قامت هيئة البورصة بإغلاق بعضها، وقام باستخدام نظام البونزي من جديد لاستقطاب عملاء تلك الشركات إلى شركته لأنها كانت تتمتع بأقل الأضرار والخسائر، وبذلك وخلال فترة وجيزة استطاع مادوف بناء هرم تسويقي جديد من أولئك العملاء يخدم الهرم الأولي الذي قام بإنشاء في المرة الأولى.
الصندوق الأسود
قام مادوف بتغيير إستراتيجية الاستثمارية بطريقة قانونية أطلق عليها أسم ( الصندوق الأسود )، وهي تقنية معقد تعتمد على طرق حسابية ومعادلات وخوارزميات في اختيار نوع التداولات التي يتم الاستثمار.
ولكن لم تحقق له هذه الطريقة المردود الذي كان يطمع ويطمح إليه، لأنها كانت تعتمد بشكل أساسي في عملها على عوامل ثلاثية وهي ( التقلب، حجم الأموال، الزخم الإعلامي) وذلك بسبب تداعي أزمة السوق على النشاط العام الاقتصادي، لذلك رجع لاستخدام نظام البونزي.
لا يصح إلا الصحيح
وحين بدأت مصادر تفق الأموال في الاضمحلال وجفت الينابيع التي كانت تغذي عملياته، بدأت تكثر عمليات التخارج والمطالبة باسترداد الأموال المستثمرة، خصوصا حين بدأت الشكوك تلف وتدور حول عملياته المالية والطرق التي كان يستخدمها أنشطته الاستثمارية.
فكثرت الشكاوي ضده، وفي البداية لم يكن المسؤولين يلقون لها بالا ولا يعطونها أهمية، نظرا للمصداقية والثقة التي يتمتع بها مادوف عندهم، فقد كان يدير أكبر صناديق الإستثمار العالمية بمبالغ تجاوزت التريليون دولار.
ولكن في عام 2008 بدأت الخسائر التي لحقت بالأهرامات التسويقية التي قام مادوف أسسها، وظهور مظاهر عجزه عن تلبية مطالب استرداد أموال المستثمرين بقيمة 7 بليون دولار، لأنه أتضح لديهم أنه لا يملكها أصلا، بذلك انكشفت أوراق مادوف وخداعه لأكثر من 15 سنة أمام العالم الاقتصادي والاستثماري الذي انخدع به طوال هذه المدة.
التداخل والتواطء
وحين بدأت عمليات تتبع تعاملات مادوف المالية محليا وعالميا، من أجل معرفة حجم التداولات المالية وتحديد الأطراف والجهات المتورطة في عمليات النصب والاحتيال، وجدوا أن أنشطته قد وصلت إلى أوروبا وآسيا واستراليا وبعض الدول العربية، حتى وصل الأمر إلى تواطء بعض الجهات الرقابية والإشرافية التي كان يفترض بها الإشراف على التعاملات المالية لشركة مادوف ومراقبتها نتيجة عدم تسجيلهم لأي ملاحظات تذكر حول عمليات النصب و الاحتيال التي كان يقوم فيها.
مهندس أكبر عمليات النصب والاحتيال
على ذلك صدرت بحق مهندس أكبر عمليات النصب والاحتيال مذكرة اعتقال وحكم عليه بالسجن مدة 150 سنة.
ولايزال المسؤول عن تصفية شركة مادوف (ايرفينغ بيكارد) والممثل لأكثر من 2400 ضحية يرفع الكثير من القضايا والدعاوي على العديد من البنوك المتواطئة في تلك العمليات من أمثال بنك جي بي مورغان لتحصيل مبالغ تصل لأكثر من 100 مليار دولار
الاقتصاد العالمي و الاقتصادي الاسلامي
وكما ذكرنا في أول هذه التدوينة التي توضح لنا مدى هشاشة الإقتصاد العالمي وحاجة العالم إلى النظام الإقتصادي الإسلامي ، و دور المصرفية الإسلامية و المصارف الإسلامية .
المرجع :
كل الشكر والتقدير للأستاذ خالد الحشاش صاحب مدونة البيت الكويتي، مؤسس ورئيس جمعية الاقتصاد الإسلامي في دولة الكويت، مدير وقفية الكويت للاقتصاد الإسلامي – جامعة الكويت، ومؤسس وأمين عام جائزة الدولة للاقتصاد المعرفي، والذي قام بنشر قصة مالدوف حتى نستفيد منها ونأخذ الدروس والعبر
http://albaitalkuwaiti.wordpress.com/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%aa%d8%b5%d8%b1%d8%a9/
كما ونذكر بما سبق وكتبناه عن أهم الأدوات التي تستعين بهامثل تلك الشركات من تطوير مشاريع إدارة علاقات العملاء ( Customer Relationship Management – CRM ) بحيث يتم بناء مخازن وقواعد البيانات Data Warehousing لتسجيل كل شاردة وواردة تتعلق بذلك المنتج، ثم يتم تخطيط موارد المشروع بإستخدام العديد من التطبيقات والأنظمة المتخصصة بذلك ( Enterprise Resource Planning- ERP ) وأيضا يتم بناء وإدارة علاقات العملاء ( Customer Relationship Management – CRM )
وكما ذكرنا من قبل أن كل تلك الأنظمة تستنفذ مساحة أجهزة التخزين بسرعة، ومن جانب آخر يلزم هذه التطبيقات السرعة والوصول الفعّال للبيانات، وقد ظهرت في أسواق الأعمال صناعات جديدة مثل Data mining أي مناجم البيانات، حيث أن البيانات يتم تخزينها بشكل مبعثرة، فكل نظام لديه بياناته الخاصة، كما قد تكون قيمة تلك البيانات غير ظاهرة، وهي بذلك تشبه إلى حد بعيد الألماس أو الذهب الخام، والذي يبقى حجراً لا بريق له حتى تتلقاه أنامل فنان وصائغ ماهر، فيحوله إلى بضاعة نفيسة وغالية الثمن تزيد قيمتها ويتباهى بها من يمتلكها.
وبذلك لن تكون المعلومات التي قد تملأ مستودعات ووسائل تخزين البيانات في المؤسسات وكبرى الشركات ذات قيمة تذكر، إذا لم يتم صقلها على يد خبير بيانات محترف ومتفرغ، يتسلح ذلك الخبير ببرامج لإدارة وتحليل البيانات، بشكل يضمن تحول ذلك الحجر الخام إلى ألماس تلمع بريقاً جميلا وجذابا، ومن هنا ظهرت وولدت فكرة تطوير حلول مناجم البيانات، Data Mining والتي تسمح لمدراء قواعد البيانات من الاستفادة القصوى من المعلومات حول العملاء.
ولكن بكل أسف، فإننا لا نجد مثل هذا الإهتمام لدى الشركات والقطاعات العامة في العالم العربي والإسلامي، لأنها لا تقدر قيمة ذلك، ولا تفكر حتى في الدخول أو الاستثمار في ذلك المجال، ولكن هذا الوضع لن يستمر، لأن التطور الكبير في مجال التقنية يفرض نفسه بقوة، ومهما تردد تلك الجهات أو غضت النظر، فسرعان ما تظهر القيمة المضافة لتلك المشاريع حتى تكون واقع لابد من تطبيقه
والله يحفظكم ويرعاكم
مع تحيات أخوكم / فايز فرحان العنزي Fayez ALanazi
(سياسة المدونة هو الحرص على وقتكم لذلك نسعى لكتابة ما هو شديد الفائدة والأهمية مع الحرص على اختصار المادة لأبعد الحدود .. ولمن أراد المزيد فيمكنه التسجيل والإشتراك في القائمة البريدية الموجودة في يمين الشاشة .. كما يمكن للجميع إرسال الرابط بكل حرية لكافة الزملاء والأصدقاء لمن يرغب في ذلك )
أرسلت فى إدارة تطوير منتجات قدرات, اقتصاد اسلامي مصرفية اسلامية, سلسلة ( تعالوا بنا نبدع ) | الأوسمة: 360, 360 درجة, CRM, Customer, Customer Relationship Management, Data mining, Data Warehousing, ERP, Management, Project, Project Management, Relationship, قدرات, كيفية اعداد دراسة جدوى, كيفية تقوم باعداد دراسة جدوى, كتالوج, مناجم البيانات, مهندس، نصب, مهارات, محاكاة اللاوعي, مخازن, مخزن, مخزن البيانات, مدير مشاريع, مدير مشروع, مستهلك, مشكلة, مشاريع, هشاشة, إبداع, إدارة, إدارة المبيعات, إدارة المشاريع, إدارة الاستثمار, إدارة التسويق, إدارة العلاقات, إدارة علاقات العملاء, القيمة, القيمة المضافة, القدرات, اللاوعي, المنتج, المنتجات, المهارات, المبيعات, المستهلك, المستهلكين, المستخدم, المستخدمين, المشاكل, المصارف الاسلامية, المصرفية الاسلامية, الأزمة المالية, الأزمة الاقتصادية, الاقتصاد, الاقتصاد الاسلامي, الاقتصاد العالمي, الاستثمار, البيع, التسويق, التغيير, الجدوى, الذات, الزبون, الزبائن, العلاج, العملاء, العميل, احتيال, اطلاق, بناء العلاقات, بيانات, تحفيز, تطوير, تطور, تغيير, جدوى, حل, حل المشكلة, حل المشاكل, حلول, حلول المشاكل, خدمات, خدمات ما بعد البيع, خدمات العملاء, دليل, دليل المستخدم, دليل العميل, دراسة, دراسة الجدوى, دراسة جدوى, ذات, شرائح, صناعة السوق, طرق, طريق, علاقات العملاء
كل الشكر والتقدير على هذه المدونة الرائعة التي أسأل الله العلي القدير أن تفيدك أولا ثم تفيدنا كما اتمنى أن يصلني جديدك على الإيميل
إعجابإعجاب
By: عبدالله الخميِّس on 2011/04/21
at 9:20 ص
أخي عبدالله، يسعدنا تشريفكم لنا بزيارة المدونة التي هي ملك لك ولجميع من يرغب في المساهمة، ويمكنكم المشاركة عن طريق ادخال بريدكم في القائمة البريدية
وحياكم الرحمن في أي وقت
إعجابإعجاب
By: Fayez ALanazi on 2011/04/25
at 7:42 ص