Posted by: Fayez ALFarhan ALanazi | 2020/08/06
قصص بيئية من اليابان – الدكتورة ميسون الدخيل
اقصص بيئية من اليابان
قصص بيئية من اليابان
مقال / الدكتورة ميسون الدخيل

الدكتورة ميسون الدخيل
خلال زيارتي لليابان، كان أول ما لاحظته أقراصاً من الإسفنج القاسي وضعت بجانب مستلزمات الحمام المغلفة مثل: القطن وفرشاة الأسنان وأدوات الحلاقة وما شابهها.. وعندما توجهت إلى قاعة الإفطار وجدت على منصة جانبية ثلاثة أعمدة صغيرة وضعت عليها أقراص مماثلة
طلبت من أحد الموظفين ترجمة ما كتب تحتها، فاتضح لي أنه بعد تنظيف الغرفة اليومي، تقوم العاملة بوضع أحد هذه الأقراص عند التأكد من أن ما وضع في الغرفة من مستلزمات لم يستخدم، عندها يستطيع النزيل عند توجهه إلى الخارج وضع القرص عند العمود الذي يحمل اسم جمعية حماية البيئة التي يعرفها أو يفضلها، ويقوم الفندق بالتبرع بالمبلغ الذي تم توفيره من عدم استخدام الأدوات للجمعية المختارة. وبذلك يسهم الفندق في حماية البيئة وتثقيف النزلاء بأهمية حمايتها
في الجامعة، وجدت في غرفة الاستراحة سلتين للقمامة، واحدة للمواد الورقية التي تحترق والأخرى للمواد البلاستكية غير القابلة للحرق، بينما كانت في الرواق سلات مهملات متعددة للزجاج والورق والبلاستيك والألمنيوم
وقد استغربت عدم تخصيص واحدة لباقي الطعام، لكنني سرعان ما لاحظت بأنهم لا يتركون وراءهم طعاماً زائداً، فهم يشترون بقدر ما يستهلكون، لاحظت ذلك في قاعة الطعام عند تناول وجبة الإفطار في الفندق، فحتى أطفالهم لا يزحمون الصحن بكل ما لذ وطاب، بل يضعون فقط ما يحتاجونه، فإذا رغبوا في زيادة فهم لا يتحركون من أماكنهم حتى ينتهون مما وضعوه أمامهم. وهذا نوع من المحافظة على البيئة والبعد عن الهدر والتبذير
أما ما شدَّني حقيقة فهو مشاركة طالبات الجامعة ومنذ تأسيسها عام 1906م في مشروعات لحماية البيئة وبتشجيع من الجميع فيها
فطالبات الاقتصاد المنزلي، قسم التصميمات، مثلاً، قمن بدراسة من أجل استغلال مساحة سطح المبنى الجديد في الجامعة، وكيفية المحافظة على البيئة من خلال وضع حديقة تمثل التراث، وتفعيل وجودها بحيث تكون مكاناً للراحة والاسترخاء وتسهم أيضاً في تلطيف الجو داخل المبنى دون أن يتسبب ذلك في تسربات أو تشققات داخل المبنى. وقد قُدِّم المشروع لإدارة الجامعة التي وافقت عليه بعد دراسة ومراجعة المختصين، وكانت النتيجة حديقة من أجمل ما يمكن أن تراه العين
من هنا يرد التساؤل التالي: أين فنادقنا وأين مؤسساتنا التعليمية من هكذا مشاريع ؟!
لماذا لا يتم تكليف الطلاب والطالبات بمشاريع تسهم في حماية وتجميل البيئة حيث يحدد الطلاب كيفية تحويل أجزاء من المباني الجامعية إلى حدائق تعكس تراثنا وتحمي بيئتنا وتنمي الحس الجمالي لدى طلبة التعليم العالي؟
لا يوجد مستحيل، بل توجد أفكار وتجارب وإرادة، والأهم من ذلك دعم ومساندة، عندها نستطيع أن نبدأ تدريجياً بنشر ثقافة إحياء الطبيعة والمحافظة عليها
وما نرجوه هو أن يقوم المسؤولون في المؤسسات التعليمية للتعليم العالي، والسياحة والفندقة، لدينا بتوحيد الأهداف بهذا الشأن والتنسيق فيما بينهم من أجل طرح مثل هذه المشاريع الناجحة
الدكتورة / ميسون الدخيل
اكاديمية جامعة جدة
وكاتبة رأي جريدة الوطن
اترك تعليقًا