من مسودات فضفضة وافكار مبعثرة ( المهارات الإدارية و المهارات القيادية )
الشركات والنظام العالمي … هل هي مثل الهامستر الذي يأكل صغاره
.
.
.
.
.
أولا .. تعالوا نتعرف في ثواني على أنثى الهامستر
صاحبة الصورة الذهنية الجميلة واللطيفة
إنها أنثى الهَمَسْتَر Hamster ذات الفراء الناعمة
من القوارض التي تتغذى على
البذور والفواكه والنباتات وأحيانا قليلة على الحشرات
والآن لنتعرف .. لماذا تأكل الهامستر الأم أطفالها
وكيف تقوم بهذه ( الجريمة البشعة والنكراء )
والمستهجنة حتى في … عالم الحيوان
بكل تأكيد أنه منظر مرعب ومروّع لكل من رآه،
حين يذهب إلى قفص الهامستر
ويجد أن الهامستر الأم الأليفة اللطيفة والوديعة،
صاحبة الفرو الناعم (مثل الأرنبة الصغيرة)
التي تقضي أيامها في اللعب واللهو والركض على العجلات،
قد افترست .. ومزّقت .. وأكلت أحد صغارها
ويجد الدماء والأشلاء قد ملأت ذلك القفص
الذي كان يفيض .. بالألفة والحب والدفء والحنان
وفي نفس الوقت نضع مقاربة مع الإنسان لنعرف
كيف تتحول الشركات أو النظام العالمي إلى حالة الهامستر الأم
الحالة الأولى (التغذية)
تتطلب وتحتاج الشركات وكذلك النظام العالمي
إلى نظام تتغذى وتنمو وتتقوى وتتمدد من خلاله
تماما مثل الهامستر الأم المرضعة
التي تحتاج إلى نظام غذائي متكامل حتى تتغذى عليه هي وأطفالها،
لذلك هي تحتاج إلى تغذية كافية ومستمرة حتى تقوى وتنمو وتزدهر،
وكذلك هي التجماعات أو التحزبات،
التي تحتاج إلى أن تتقوى حتى تنمو وتستمر،
وهكذا نجد في عالم الهامستر إذا افتقرت الأم
إلى نقص ما في نظامها الغذائي،
فتلجأ إلى التضحية بأحد الجراء من أطفالها
وتأكله للحصول على القوت المناسب واللازم لها
ولاستمراريتها واستمرارية تمددها وتقوية نفوذها داخل مملكتها
الحالة الثانية (التغيير وإعادة الترتيب)
حين تجد الهامستر الأم بوجود شيء خاطئ مع الطفل
كأن تشعر بأنها غارقة في حجم القمامة
فإنها تقتل وتفترس أحد الصغار لما تراه أن في ذلك
معالجة للأوضاع التي لديها من نظافة أو إعادة ترتيب
وكذلك تفعل الشركات وأيضا النظام العالمي
في إيجاد ضحايا لتنظيف وتطهير الشركة أو النظام
ممن تسميهم وتتهمهم بأنهم سبب الفساد
فتبحث عن الأدنى مرتبة أو من يشكلون مخاطر عليهم
الحالة الثالثة (الحماية)
حين تستشعر الهامستر الأم بوجود خطر
عليها أو على نفوذها في مملكتها
فإنها تلجأ إلى قتل وافتراس أحد الصغار
من باب توفير الحماية لها ولباقي الصغار
وكذلك تفعل الشركات وأيضا النظام العالمي
مع المعارضين والمخالفين في الرأي
الحالة الرابعة (التوتر)
حين تتعرض الهامستر الأم إلى أي نوع من الازعاج أو التوتر
فإنها تلجأ إلى قتل وافتراس أحد الصغار
من باب توفير الهدوء أو السلامة لها ولباقي الصغار
وكذلك تفعل الشركات وأيضا النظام العالمي
ممكن تظنهم أنهم يتسببون في تأليب الرأي العام
أو تشكيل التحزبات داخل الشركة أو خارجها
وبالتالي إحداث القلاقل واشعال التوتر
الحالة الخامسة (الولاء)
حين تستشعر الهامستر الأم إلى أي تغير في رائحة الصغار
فإنها تلجأ إلى قتل وافتراس أحد الصغار
لذلك يتجنب من يربي الهامستر لمس الصغار بشكل مباشر
ويلبسون القفازات الواقية
حتى لا تشم الأم أي رائحة غريبة على صغارها
وكذلك تفعل الشركات وأيضا النظام العالمي
ممن يكون لهم تواصل مع الخارج أو المنافسين
أو أي تواصل أو تعاطف مع المعارضين أو المخالفين
الحالة السادسة (العهد الجديد)
حين تحمل الهامستر الأم لأول مرة
فإنها تضطرب وتتوتر أثناء الحمل وبعد الولادة
لذلك قد تقتل أحد صغارها إذا ظنت أنه
غريب أو غير متجانس فتظن أنه يسبب مخاطر
عليها وعلى مملكتها أو باقي الأطفال
وكذلك تفعل الشركات وأيضا النظام العالمي
مع من تظن أنه غير متجانس أو لديه فكر مخالف
فتشعر نحوه بالريبة أو تستشعر منه الخطر
أو ترى أنه غير داعم، وغير فعال، ولا يعمل لمصلحتها
وهكذا نرى أن عالم الإنسان لا يختلف عن عالم الحيوان
إلا إذا كان هناك سمو ورقي في الأفكار والروابط
ومنع كل ما يؤدي إلى الفرقة وتشكل التجمعات أو التحزبات
وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة
وعلى مصلحة التجمع أو الحزب والدخول والانشغال
في الصراعات الداخلية داخل الشركة وتشكل الاحزاب
والدخول في تحالف الأحزاب وتجاذباتها وصراعاتها
والابتعاد عن الشعارات واثارة الرأي الداخلي أو اثارة الرأي العام
كما تفعل العصبية أو التعصبات القبلية أو المناطقية
أو يتم استغلال الأحزاب الدينية أو الطائفية أو الشعوبية / الشعبوية
أو أي أنواع النعرات أو العصبيات أو اثارة الفتن ونشر الكراهية
أو عبر دعاوي المطالبة في الحقوق أو الديموقراطية الزائفة
أو تقليد منهجية الاعلام المتربص أو الاعلام المضلل
بل يجب الابتعاد عن ذلك كل ذلك وحماية هوية الشركة
ورسالة الشركة وكل ما يخدم ويحقق أهداف الشركة
وكثيرا ما نرى في صراعات الشركات الكبرى
من افتراس الشركات الناشئة او الاستحواذ عليها
ثم تقع آثار ذلك على الفرد أو المجتمع والوطن من خلال
مشاكل البطالة أو الغرق في مستنقع المديونيات
وهذا يدخل ضمن العمل على حماية المجتمع والوطن منها
والاتجاه إلى زرع وتنمية الولاء و الهوية الوطنية و الوحدة الاجتماعية
والمحافظة على الثوابت والقيّم التي تعزز مشاعر التراحم
والتواد والتآلف والتعاضد بين أفراد المجتمع لخدمة الوطن
الذي هو حصن أمان .. وواحة خير واطمئنان للجميع
اخوكم / فايز الفرحان الدهمشي
باحث ومستشار في التقنية
وتطوير المنتجات والحلول وهندسة الاعمال
اترك تعليقًا